بيان صادر عن اتحاد الحقوقيين العرب بمناسبة يوم الأرض
بيان صادر عن اتحاد الحقوقيين العرب
بمناسبة يوم الأرض
يصادف يوم 30/آذار/مارس الذكـرى التاسعة والأربعـين ليـوم الأرض وتعود أحداثه لآذار 1976 حيث تم الإضراب الشامل مختلف البلدات والقرى العربية الفلسطينية المحتلة عام 1948 بعد أن قامت السلطات الإسرائيلية الصهيونية بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي ذات الملكية الخاصة في نطاق حدود مناطق ذات أغلبية سكانية فلسطينية ، ويعتبر يوم الأرض حدثاً محورياً في الصراع على الأرض مع العدو الصهيوني ، والاحتفال بهذا اليوم يشكل رداً على السياسة الصهيونية الاستعمارية الاستيطانية القائمة على مصادرة الأراضي الفلسطينية والإعلان عن خطة لتهويد مناطق مختلفة على أرض فلسطين وبناء المزيد من المستوطنات عليها ، حيث تواصل السلطات الاسرائيلية مصادرة أراضي الفلسطينيين في الداخل والضفة الغربية بما فيها مدينة القدس التي يعمل الكيان الصهيوني على طمس المعالم التاريخية والدينية فيها وطرد الفلسطينيين منها واحلال الإسرائليين الغزاة مكانهم .
إن الاحتفال هذا العالم بيوم الأرض يأتي في ظروف استثنائية وخطيرة حيث تتصاعد جرائم الاحتلال الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وتتواصل المجازر الوحشية بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية وتطهير عرقي بحق الأهل في قطاع غزة والضفة الغربية وإصرار الاحتلال الاسرائيلي على توسيع نطاق حربه واستخدام القوة بحق المدنيين لتهجيرهم من أراضيهم والاستيلاء عليها في سياق تنفيذ مخططاتهم المشبوهة بدعم مباشر من الإدارة الإمريكية بهدف تصفية القضية الفلسطينية ، والتي يواجهها الشعب الفلسطيني بمقاومة باسلة مستمرة من أجل ردع العدوان والحفاظ على الأرض ورفض كل مخططات التهجير والضم والتهويد والتمسك بالحقوق والثوابت حتى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وضمان حق عودة اللاجئين إلى ديارهم .
إن اتحاد الحقوقيين العرب يؤكد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والعودة إلى أراضيه وهو حق غير قابل للتصرف ولا يسقط بالتقادم ولا يسقطه الاحتلال ويؤكد على عدم شرعية الاحتلال وعدم أحقيته بامتلاك ومصادرة الأراضي باستخدام القوة ، ويدعو المجتمع الدولي إلى تحميل سلطات الاحتلال المسؤولية القانونية بموجب قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي تطالب ” إسرائيل ” بأن تنهي وجودها غير القانوني في الضفة الغربية وغزة والتي تأيدت بقرار محكمة العدل الدولية الصادر في شهر تموز عام 2024 حيث أكدت المحكمة في قرارها على أن الاحتلال الإسرائيلي غير شرعي للأراضي الفلسطينية وأن على إسرائيل أن تنهي إحتلالها بأسرع وقت ممكن والإلتزام باحترام حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وحظر استخدام القوة للإستيلاء على الأراضي الفلسطينية وفقاً لمبادئ القانون الدولي الإنساني والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان ، كما أكدت على أن إسرائيل فرضت نفسها كقوة احتلال بطريقة تخالف القانون الدولي واتفاقية جنيف وأن الاستيطان انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني وعلى إسرائيل وقف جميع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية التي احتلتها عام 1967 والتعويض عن الخسائر المادية والمعنوية للفلسطينيين .
وبهذ المناسبة فإن اتحاد الحقوقيين العرب يدعو أحرار العالم وجماهير الأمة العربية ومنظمات الأمم المتحدة المتخصصة والمنظمات العربية والدولية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان وحريات الشعوب إلى إدانة الممارسات الاسرائيلية الإجرامية والوقوف في وجه سياسة التهجير القسري والتطهير العرقي وسياسة الضم والاستيطان ، وتفعيل الضغط القانوني والدبلوماسي لمحاسبة الاحتلال في المحافل الدولية وتعزيز الوعي الاعلامي لفضح جرائم الاحتلال وكشف حقيقة نظامه العنصري أمام الرأي العالمي ورفض القرارات والقوانين العنصرية التي تصدرها سلطات الاحتلال بما فيها قوانين ضم الأراضي والاستيلاء عليها والتي كرست سياسة الفصل العنصري المبني على التمييز وتمس بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في مختلف مجالات الحياة وتستهدف الوجود الفلسطيني على أراضيهم واعتبار هذه القوانين ملغاة وباطلة ويصبح من الضروري تحريك الإجراءات القانونية لدى المحاكم الدولية لإعلان بطلانها .